الجمعة، نوفمبر 13، 2009

دوام الحال من المحال

دوام الحال من المحال (صفحة من مذكراتي)

--------------------------------------------------------------------------------

صفحة من مذكراتي

بسم الله الرحمن الرحيم

سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال ومقلب الأزمان زمان تلو زمان جاعل دوام الحال من المحال ..

نقص يوما معدل ضغط الهواء في إحدى إطارات سيارتي السابقة الحبيبة المقنعة الفضية الصغيرة فأدرت محركها واتجهت إلى محطة تعبئة الوقود القريبة من منزلنا ، أوقفتها بجانب صندوق تعبئة الهواء والماء وعلى جانب الإطار منخفض الهواء ، جررت خرطوم الهواء ووضعته على فتحة تعبئة الهواء في الإطار،و بينما أنا أضع الخرطوم على الإطار لأزيد معدل الهواء فيه إذ أخذتني الذكريااااااات بعييييدا جداااااا جداااااا ، أخذتني إلى زمن ما قبل قرابة الثلاث عشرة عاما من الآن ، كنت حينها في الحادية عشر من عمري وكان لدي دراجة هوائية (سيكل رقم 16 بيماكس) لونها مزيج سواد وبياض رائع ، كنت كلما نقص الهواء من إحدى إطاراتها أذهب إلى نفس هذه المحطة القريبة من منزلنا وأملأ إطارات دراجتي من نفس هذا الخرطوم الذي أملأ منه الآن إطار سيارتي ، عانيت كثيرا مع ذلك الخرطوم العنيد الذي كان لا يمنح إطار دراجتي إلا القليل من الهواء لا لشيء سوى أن فتحة الهواء في إطارها مختلف عن فتحة هواء إطار السيارة ولكني مع ذلك كنت أعند منه فجعلته يمنحني الهواء الذي أريد ، أحضرت قطعة قماش فوضعتها على فتحة الهواء في الإطار ووضعت الخرطوم عليها فصار الخرطوم كخاتم في أصبعي أطلب من ما أشاء من الهواء، فما زلت محتفظا بقطعة القماش تلك تحت مقعد دراجتي متى أردت ملأ الاطارت بالهواء فعلت بسهولة، عشت مع تلك المحطة ذكريات جميلة لا أظنني أنساها، فمن ذكرياتي أيضا، كنت لا أكاد أعود من المدرسة وأضع حقيبتي وأغير ملابسي حتى أمتطي صهوة دراجتي باتجاه تلك المحطة، كنت أذهب للقاء محبوبتي القديمة هناك، كان موعدي معها كل يوم أربعاء بعد المدرسة،وكانت لا تكاد تراني حتى كنت أخالها ستقفز فرحا من فوق تلك المنصة التي تعتليها، نعم كنت أحبها وكنت أشعر أنها تحبني رغم أنها لم تكن تصارحني بشعورها حتى كبرتُ وتركتها لأهلها فلست منهم الآن، نعم إنها كانت مجلة ماجد ، كان عامل المحطة ينتظرني كل أربعاء وأجده قد حجز نسختي فهو يعلم موعد وصولي فيناولني المجلة وأعطيه أجره فيودعني بابتسامة تملأ فاه، كنت أحب القراءة إلى حد ما ، وكانت أمي الغالية دائما ما توبخني بسبب تراكم عدد كبير من أعداد هذه المجلة في غرفتي، كانت تقول موبخة لي "قطعهن دشاديش هذلا المجلات بو كل يوم تشتريهن" ربما بسبب صغر سني أو بسبب لهفتي للقراءة كنت أتجاهلها وهي توبخني فانشغل عنها بالقراءة وسرعان ما ترضى عني فتبتسم وهي تراني أقرأ قد يكون ذلك لحنو قلبها كأم تحب أبنائها أو ربما لأني كنت آخر العنقود ، ولكني أميل للسبب الأول، لا حرمني الله منك يا غاليتي يا أمي.

ألا ليت الطفولة تعود يوما *** لأخبرها بما فعل الشباب

ما أجمل أيام الطفولة وما أقسى هذه الأيام التي نعيشها ونحاول أن نجعلها سعيدة رغم كدرها، بالأمس كنت على الدراجة واليوم على السيارة وغدا...... وبعد غد ..... وووو الخ ونسأل الله أن يرحمنا في آخر يوم ، إنها أيام تنقص من عمرنا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق