الجمعة، نوفمبر 13، 2009

أحسن الله عزاءكم




بسم الله الرحمن الرحيم

دُعيت للافطار يوما من رمضاننا هذا .. وحضرنا صلاة التراويح معهم .. قل عدد المصلين مع اقترابنا من الوتر* .. حتى وصلت وصليت بجانب السترة .. يقف في السترة وخلف الامام شيخ عليه من الهيبة والوقار الشيء العظيم .. شيخ كبر سنه ورق عظمه ونحل جسمه وانحنى ظهره .. أعرفه فقد ناهز في عمره التسعين .. محافظ على كل الصلوات في جماعة .. يشهد صلاة التراويح من بدايتها حتى نهايتها .. يقف شامخا بدقة ساقية وانحناءة ظهره .. ووالله ما منعه كبر سنة ولا رقة عظمه ولا انحناءة ظهره ان تسول له نفسه بخلق عذر على ان يشهد الجماعة .. عندها تذكرت .. قصة عبد الله بن مسعود .. كان عبد الله بن مسعود.. يمشي مع النبي عليه السلام فمرا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به .. فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً.. نحيل الجسم.. فأخذ يعالج العود لقطعه. فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه.. فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان ، فضحك القوم من دقة ساقيه.
فقال النبي عليه السلام: ممّ تضحكون؟!.. من دقة ساقيه؟.. والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أُحد .. لله دره من شيخ
على يميني وعلى بعد شخصين او ثلاثة كان يصلي رجل وهو يجثو على ركبتيه .. كنت قد صليت المغرب بجانبه .. تعجبت من طريقة صلاته .. وهو يقف على ركبتيه .. وزال عجبي عندما رأيته بعد الصلاة وهو يتناول ساقه الاصطناعية التي تركها عند الباب .. ليشهد الجماعة واقفا على ركبيتيه ..
عندها تذكرت هذه الصورة






*في حين أن الشباب الاشداء من امتلأ عظمه واستقام ظهره وقد منحه الله قوة وشبابا .. ولم يحزّ عليه ايا من اعضائه .. يصلي ربما قياما واحدا من التراويح ويخرج ليكمل الوتر خارج المسجد .. او ربما يصلي الفرض فقط والباقي يعتذر بأنها سنة وغير واجبه .. يعتذر بالتعب .. او بالاشغال .. او ... والله المستعان

وعزائي لكم في هؤلاء ..

وأعزيكم في رحيل رمضان .. عظم الله أجركم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق